JSN Blank - шаблон joomla Продвижение

 

الاستفياء Stevia


تنتمي نبته الاستفياء إلى عائلة عباد الشمس Star ceae وينضوي تحت جنسها حوالي 240 نوعاً من العشبيات والشجيرات التي تستوطن المناطق المدارية وشبه المدارية الممتدة من شمال غرب أمريكا وحتى أمريكا الجنوبية. وتستزرع الأستقياء على نطاق واسع خاصة النوع stevia rebandiana من أجل أوراثها ذات المذاق الحلو. ولهذا السبب يطلق عليها عموماً اسم الورقة الحلوه، أو ورق السكر او باسمها المجرد استفياء. وتتميز الاستفياء كمادة تحلية وبديلة للسكر بمذاق بطيء الأثر في مستهل تناولها ولكنه بعد ذلك يبقى أثره لمدة أطول مقارنة بالسكر بالرغم أن للتركيزات العالية لبعض مستخلصاته طعم لازع أو شبيه بطعم العرقسوس.
كما تتميز بمستخلصاته من جليكوسيد الاستيفيول Steviol glyoscial والتي تفوق درجة حلاوتها ودرجة حلاوة السكربثلاثمائة مرة مما جذب إليها الانتباه لمقابلة الطلب المتزايد على بدائل غذائية ذات مستوى منخفض من النشويات والسكريات حيث أن تأثير الاستيفياء على الجلكوز في الدم منعدم او لا يذكر مما وسع من جاذبيتها كعامل تحلية طبيعي وسط الذين يتبعون نظم حمية غذائية منخفضة النشويات.
يتفاوت تواجد نبات الاستفياء ويتنوع من بلد إلى آخر. فبينما بعض الأقطار عرفت الاستفياء كمادة للتحلية منذ عقود طويلة أو قرون كما هو الحال في اليابان، فهي في البعض الآخر توجد في أضيق الحدود بسبب الحظر والمنع الذي فرضته عليها تلك البلاد جراء أسباب صحية وسياسية كما هو الحال في الولايات المتحدة التي عادت في عام 2008 وسمحت باستخدام مستخلصات الريبوديوسيد (أ) (Reboaudiesele. A) كمادة مضافة للأغذية. ولكن وبمرور السنوات يشهد العالم تزايد عدد الأقطار التي تستخدم فيها الاستفياء لأغراض التحلية.


تاريخ النبته وأوجه استعمالها:-
يشتمل جنس الاستفياء على 240 نوعاً أو صنفاً من النباتات التي تستوطن أمريكا الجنوبية وامريكا الوسطى والمكسيك. كما وجدت عدة انواع في المناطق الشمالية في ولايات أريزونا وتكساس ونيو مكسيكو. ويعود الفضل في إجراء أول أبحاث علمية عنها لعالم النبات والطبيب الأسباني بطرس جاكوب ستيفز Petrus Jacobus Stevus ) (Pedre Jaine Esteve) والذي من اسمه الثالث Steve اشتق الاسم اللاتيني للنبته Stevia. وتعتبر أمريكا الجنوبية أولى المناطق التي استخدم فيها نبات الاستفياء وبصفة خاصة صنف Stevia rebaudiana بواسطة الإنسان، إذ يفوق معدل حلاوة اوراق الاستفياء معدل حلاوة السكروز (سكر المائدة) بـ 30- 45 مرة، بحيث تصلح الأوراق للأكل أو تحلية الشاي والأطعمة.
في العام 1899 تمكن عالم النبات السويسري مويسس سانتياغو بيرتوني أثناء أبحاثه التي كان يجريها في شرق باراغوي من تقديم وصف تفصيلي للنبته ومذاقها الحلو. ولكن البحث في مجال نبات الاستفياء بقى محدوداً إلى أن تمكن كيميائيان فرنسيان في العام 1931 من عزل مركبات الجليكوسيد Glycosides التي تمنح الاستفياء ذلك المذاق الحلو. وأطلق على هذه المركبات اسم الاستفيوسيدات Steviosides، او اليبوديوسيدات (Rebaudioside)، والتي تتميز بمعدل حلاوة عالي يبلغ 250- 300 مره قدر حلاوه السكروز، كما تتميز بحرارة ثابتة ومعدل أس الهيدرو ثابت، وليست قابلة للتخمر.
وفي العام 1955 تم نشر البناء الكيميائي الدقيق (الصحيح) للـ Aglycare والجليكوسيد.
في بداية السبعينات من القرن المنصرم بدات اليابان في زراعة نبته الاستقياء بهدف استهلاكها في أغراض التحليه بدلاً من عوامل التحليه المصنعة مثل السيكلامات Cyclamate والسكرين Saccharin والتي حامت حولها الشكوك كعوامل مسرطنة. والآن تستخدم اوراق النبته ومستخلصاتها المائية بالإضافة إلى الاستفيوسيدات المنقاه كعوامل رئيسية للتحلية في اليابات في 1961 أخذ اليابانيون في استعمال الاستفياء في المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية (بما في ذلك مشروب الكوكا كولا)، بالإضافة إلى استخدامها في الموائد المختلفة. وتستهلك اليابان اليوم من الاستفياء ما يفوق أي من البلدان الأخرى.
حالياً تستزرع الاستفياء لأغراض غذائية في أماكن أخرى في شرق أسيا بما في ذلك الصين (منذ العام 1984) ، وكوريا، وتايوان، وماليزيا، وتايلند. كما يمكن الحصول عليها في سانت كنيس Saint Kints ، وفي أجزاء من أمريكا الجنوبية (البرازيل) ، كولومبيا ، بيرو، باراغوي، و أورغواي)، كذلك يمكن الحصول عليها في الفلبين وإسرائيل. وتعتبر الصين أكبر المصدرين للاستفيوسيد Stevioside في العالم.
توجد نبته الاستفياء في براري المناطق شبه الجافة والتي تمتد من الأراضي العشبية وحتى المناطق الجبلية. ورغم أنها نباتات منتجة للبذور إلا أن نسبة الإنبات في هذه البذور محدودة مما دفع المنتجين للاتجاه نحو زراعة السلالات المستنسخة من الاستفياء كوسيلة ناجعة لإعادة إنتاج النبات.
الاستفياء وأبحاث الطب الشعبي:
لقرون خلت ظل شعب الفواراني في الباراغوي يستخدمون الاستفياء والتي يطلقون عليها اسم (كا أهي) Ka,a he,e وتعني العشبة الحلوة. وبدأوا استخدامها في تحليه مشروب Yerba mate والشاي الذي يستعمل في علاج بعض الأعراض مثل الحيرقان...الخ كما قدرت الأبحاث المتأخرة تأثير الاستفياء على أعراض البدانة وارتفاع ضغط الدم. وكما هو معروف فإن لا تأثير يذكر للاستفياء على نسبة الجلكوز في الدم بل ربما ساعدت الجسم على تحمل نسبة الجلكوز ولهذا فهي تعتبر مفيدة بوصفها مصدر طبيعي للتحلية وخاصة لدى المصابين بداء السكري أو الذين يتبعون نظام حمية غذائية منخفضة النشويات.
الأقطار التي تتوافر فيها الاستفياء ويتم استخدامها:
* أقطار تستخدم الاستفياء لأغراض التحلية:-
* اليابان منذ (1970).
* أستراليا ونيوزيلندا: منذ (أكتوبر 2008) حيث تستخدم كل مستخلصات جليكوسيد الاستيفول Steriol Glycoicefol
* البرازيل: منذ (1968) وتستخدم فيها الاستيفياء في صورة مستخلصات الاستيفويد في درجة نقاوة 97% فما فوق لفترة اختبارية مدتها سنتان وتبدأ في سبتمبر 2009.
* هونغ كونغ: ويستخدم فيها جليكوسيدات الاستيفيول منذ يناير 2010.
* المكسيك: تستخدم مستخلص جليكوسيد الاستيفيول المخلوط.
* باراغوي: تستخدم الاستيفياء منذ قرون لأغراض علاجية ومصدر تحليه لمشروب الإيلكس (Holly) (Yerton mate)، أو مشروب الشاي العشبي. وتتوافر الآن على نطاق واسع كبديل للسكر العادي.
* روسيا الفدرالية: سمحت باستخدام الاستيفيويد في (2008) ولكن في الحد الأدنى من الجرعات اللازمة وذلك بغرض استخدامها كمادة مضافة للأطعمة.
(II) أقطار تستخدم الاستيفياء كمادة مكملة للوجبات الغذائية Supplement.
* كندا: وتستخدم فيها الاستيفياء كمادة مضافة للأغذية كما تستخدم أيضاً كمادة مكملة للوجبات الغذائية.
*سويسرا: حيث تستخدم منذ عام 2008 الاستيفياء في صورة مستخلصات جليكوسيد الاستيفيول المخلوط بنسبة نقاوة تتجاوز 95%، وذلك بغرض استعمالها كمادة مضافة للأغذية Additive كما تستخدم في صورة ريبوديوسيد (أ) عالي النقاوة لنفس الغرض.
* الولايات المتحدة: في عام 1995 بدات باستخدام أوراق الاستيفياء ومستخلصاتها للاستعمال كمواد مكملة للوجبات الغذائية.
وفي ديسمبر 2008 تم استخدام الريبوديوسيد (أ) كمادة مضافة للأغذية لأغراض التحليه، حيث يوجد تحت مسميات تجارية متعددة مثل Onlyswest، Pure via، Reb- A، Rebiana، sweet leaf، Truvia.
III. أقطار تتواجد فيها الاستيفياء (ولكن لا توجد قواعد دقيقة لتنظيم كيفية التعاطي معها).
* الأرجنتين ، شيلي، الصين، (1984)، كولومبيا، اندونيسيا، إسرائيل، كوريا، ماليزيا، باراغواي، بيرو، الفلبين، تايوان، تايلاند، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أورغواي، فيتنام.
IV. أقطار يحظر فيها التعامل بالاستيفياء:
*. الاتحاد الأوربي:
في أبريل 2010 اتخذت الهيئة الأوربية للسلامة الغذائية (EFSA) موقفاً إيجابياً إزاء استخدام جليكوسيد الاستيفيول فقط (وليس نبته نبات الاستيفياء). وفي يناير 2011 راجعت الهيئة الأوربية للسلامة الغذائية قياسات الاستهلاك بعد أن وجدت أن المعدل في حالات الاستهلاك العالي قد بلغ أربعة مرات فوق المعدل المسموح به يومياًلدى الهيئة والبالغ 4 مليجرام لكل كيلو جرام من وزن الشخص. وعليه أجرت تعديلاً في المعدل اليومي ليتراوح ما بين 1.6 مليجرام إلى16.3 مليجرام للأطفال وما بين 5.6 إلى 6.8 مليجرام للبالغين .
وفي يونيو 2011 أعلن فيم ديبوكليبر Wim Debeuckelaere إن الإدارة العامة لصحة المستهلكين (DG Samco) أن الاتحاد الأوربي EC على وشك السماح باستخدام الاستيفياء خلال فترة لا تتعدى نهاية العام 2011.
* النرويج.
* سنغافورة.
حواشي وإيضاحات من كاتب المقال:
I. استخدام الاستيفياء:
* في المناطق التي يحظر فيها استعمال الاستيفياء لأغراض التحلية يمكن ملاحظة وجود استعمالات أخرى لها إذ يمكن الحصول عليها من المتاجر أو محلات الأغذية الصحية حيث يروج لها باعتبارها مكملات عشبية، أو مستحضرات تجميل، أو أعشاب طبية.
* وفي الولايات المتحدة يحظى الريبوديوسيد (أ) بالاعتراف منذ سبتمبر 2008. أما الأوراق والمستخلصات الأخرى فهي متاحة لأغراض مكملات الوجبات الغذائية.
* أما في أستراليا ونيوزيلندا فإن أوراق الاستفياء تباع لاغراض التغذية منذ فترة قبل أن توافق الدولتان على استخدام كل مستخلصات جليكوسيد الاستيفيول في العام 2008.
* بعد أن راجعت الهيئة الأوربية للسلامة الغذائية (EFSA) في مارس 2010 حددت مستوى سلامة استعمالات جليكوسيد الاستيفيول بأربعة ملجرام في الكيلو جرام الواحد من وزن الشخص يومياً، 4mg/ kg body weight/ day. وبالرغم من ذلك فإنه من المرجح أن يتم تجاوز هذا المستوى في حجم الاستهلاك لدى فئتي الأطفال والبالغين كما هو مقترح.
II. الاتجار في الاستيفياء:
* في عام 1971 بدات اليابان في استخدام جليكوسيدات الاستيفيول بكميات تجارية عبر شركة موريتا كاجاكو كوجيو المحدودة، الرائدة في مجال إنتاج مستخلصات الاستيفياء.
* وفي كندا تستزرع الاستيفياء في اونتاريو منذ 1987 على أساس تجربتها وذلك تمهيداً لتحديد مدى جدوى استزراعها لأغراض التجارة.
* كما أعلنت شركة الكوكا كولا في 2007، عن نيتها في الحصول على تصديق الجهات المختصة لاستخدام الريبيان المشتق من الاستيفياء كأحد مضافات الوجبات الغذائية في الولايات المتحدة بحلول العام 2009. هذا إضافة لوصفها خطط لتسويق منتجات محلاه بالريبيان في 12 بلداً من البلدان التي تسمح باستخدام الاستيفياء.
وفي عام 2008 أعلنت شركة الكوكاكولا وكارجيل عن وجود التروفيا Truvia (وهو الاسم التجاري لأحد منتوجات الاستيفياء التي تدخل في مجال التحليه). والذي يحتوي على الاريترنيول والريبيان والمسموح به من قبل FDA ( ) كمادة مضافة للأغذية منذ عام 2008. كما أعلنت شركة الكوكا كولا أيضاً عن نيتها لإنتاج مشروبات محلاه بالاستيفياء.
وبعد فترة وجيزة لاحقاً أعلنت كل من شركة البيبسي كولا، Pure Crick اعتمادهما مركب الـ Pure Via المشتق من الاستيفياء لاستخدامه في تحليه منتجاتهما. وبموافقة FDA على استخدام الـ Truvia والـ Pure Via بدات كلا الشركتين الكوكا كولا والبيبسي كولا في إنتاج منتجات تحوي عناصر التحليه التي اعتمدتها كل منها.
III. استخلاص المركبات الحلوه:
يعتبر الريبوديوسيد (أ) أقل مركبات الاستيفياء حرارة، ولانتاجه تجارياً يخضع نبات الاستيفياء لمعالجات متسلسلة تبدأ بإجراء عملية استخلاص مائي لنبات الاستيفياء المجفف.
المادة الخام الناتجة من هذه العملية تحتوي على نسبة 50% من الريبويوسيد (أ). اما باقي محتويات الخام من جزيئات الجليكوسيدات فيتم فصلها عن طريق عمليات التبلر باستخدام الايثانول أو الميثانول كمذيباته مما يمكن من الحصول على الريبو يوسيدات (أ) في حالته النقية.
هنالك طريقة أحدث ابتكرها المجلس القومي الكندي للابحاث تقوم على استخدام الأعمدة أو الأبراج (Columns) لاستخلاص المركبات الحلوه من الاستيفياء وقد عرفت هذه الطريقة بطريقة الاستخلاص بالأعمدة أو الأبراج Columns Extionctin حيث تتم العملية في درجات حرارة تتراوح ما بين صفر و 25 درجة سنتقريد ومن ثم تجري عملية التنقية التي تمر بمراحل ثلاثة: مرحلة التنقية الدقيقة ، مرحلة التنقية فائقة الدقة، ثم مرحلة التنقية بطريقة النانو NANO Filtration .
IV. السلامة Safety:
في عام 1985 أظهرت إححدى الدراسات أن الاستيفيول- وهو إحدى نواتج تحلل الاستيفيوسيد والريبوديوسيد (كلاهما يصنفان ضمن جليكوسيدات الاستيفيول الحلوه التي توجد في أوراق نبته الاستيفيا يتسبب في إحداث طفرات جينية قد تسبب أمراضاً خطيرة وذلك بناء على تجارب أجريت على الفئران باستخدام مزيج PCB، وقد ووجهت هذه الاستنتاجات بانتقاد واسع للنواحي الإجرائية التي عالجت بها الدراسة البيانات التجريبية ووصفتها بالخاطئة وتؤدي إلى نتائج مضللة. وفي السنوات اللاحقة أظهرت الدراسات في حقل الأنشطة البيولوجية نتائج متباينة فيما يتعلق بسمية محتويات الاستيفيا وتأثيرها الضار، فبينما تذهب بعض التقارير إلى اعتبار الاستيفيول والاستيفيوسيد ضمن العوامل المسببة للطفرات الجينية وإن بدرجة ضعيفة نسبياً تذهب معظم الدراسات إلى انعدام التأثير الضار لهذه المركبات. وقد أظهرت 14 دراسة من جملة 16 دراسة جرى استعراضها في عام 2008 بأنه لا وجود لأي أثر مدمر على DNA بسبب الاستيفيوسيد.
واظهرت 11 دراسة من 16 دراسة انعدام الآثار المدمرة على DNA بسبب الاستيفول كما لا توجد أي دراسة تظهر تسبب الريبوديوسيدات (أ) في إحداث أضرار بتركيب الـ DNA. ولم يثبت حتى الآن تسبب مكونات الاستيفياء في الإصابة بالسرطان أو إحداث تشوهات خلقية. بل أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن للاستيفياء تأثير على تحسن الحساسية تجاه الأنسولين لدى الفئران، ومن الممكن أن ترفع إنتاج الأنسولين مما يساعد على إبطال أو تقليص احتمال الإصابة بداء السكري أو الأعراض الناجمة عن اضطراب عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. كما أشارت بعض الدراسات الأولية إلى إمكانية الاستيفياء على خفض ضغط الدم االمرتفع رغم أن دراسة أخرى أشارت بعدم وجود تأثير لها على ضغط الدم المرتفع.
ولكن ما يجدر ذكره هنا أن ملايين اليابانيين يستخدمون الاستيفياء لما يزيد عن الثلاثين عاماً دون ذكر لأي تأثيرات ضارة بسبب تناول مكونات هذه النبته. كما لا ننسى أن أوراق الاستيفياء تستخدم لقرون في أمريكا الجنوبية كعلاج شعبي لاضطرابات التمثيل الغذائي الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم أو نقص الأنسولين.
في عام 2006 أجرت منظمة الصحة العالمية WHO تقييماً شاملاً للدراسات التجريبية التي أجريت مؤخراً على الاستيفيوسيد والاستيفيول ونتائج تطبيقاتها على عينات حيوانية وبشرية. وقد خلصت المنظمة إلى عدم وجود آثار سامة للاستيفيوسيد او الروبيويوسيد (أ) سواء كان ذلك على مستوى التطبيقات العملية (in vitro) أو التطبيقات على الكائن الحي (in vivo). كما خلصت إلى أن سمية الاستيفيول وبعض مشتقاته المؤكسدة والتي رصدت معملياً لم تظهر بجلاء عن تطبيقاتها على الكائن الحي. كما أشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى عدم وجود ما يثبت وجود عوامل مسرطنة، وبالإضافة إلى ذلك أشار التقرير إلى الأثر العلاجي للاستيفيوسيد على المصابين بارتفاع ضغط الدم أو أعراض اضطراب عمليات التمثيل الغذائي، ولكنها أوصت في تقريرها على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد الجرعة المناسبة. وكانت اللجنة المشتركة لخبراء منظمة الصحة العالمية في مجال مضافات الأغذية (Additives) قد ؟؟؟؟ بناء على دراسات طويلة المدى، على أن لا يتعدى التناول اليومي من جليكوسيد الاستيفيول نسبة الـ 4 مليجرام للكيلو جرام الواحد من وزن الجسم.
في عام 2009 اعترفت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية بالريبيان (الريبويوسيد (أ)) باعتباره غير مهدد للسلامة الصحية. أما فيما يتعلق بتحديد درجة السمية فإن التقرير المقدم إلى إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية أشار إلى أن الجرعة القاتلة تبلغ 5.2 مليجرام/ للكيلو جرام الواحد بعد وزن الجسم في حالة ذكور الفئران أما في حالة الإناث فإنها تبلغ 6.1 مليجرام / للكيلو جرام الواحد. وقد شمل التقرير على قائمة مفصلة للدراسات التي أجريت في هذا الخصوص على مستوى العالم، كما اشتمل على المراجع والتحليلات الكيمائية.
V. المجادلات السياسية:
في عام 1991 حظرت إدارة الأغذية والعقاقير استيراد الاستيفياء بناء على شكوى من بعض الجهات الصناعية التي لم يكشف عن أسمها، وبررت الإدارة أسباب الحظر بعدم كفاية المعلومات عن سمية الاستيفياء مما يضعها في دائرة المواد الغير آمنة. وقد أثار هذا الحكم جدلاً واسعاً حيث اتهم المدافعون عن استخدام الاستيفياء إدارة الأغذية والعقاقير بانتهاكها للموجهات العامة التي وضعتها بنفسها والتي بموجبها اعتبرت كل المواد الطبيعية المستخدمة قبل عام 1958 دون أن تكون لها أي تأثيرات ضارة، مواداً غير ضارة طالما كان استخدام تلك المواد على نفس المنوال والأسس السائدة منذ ما قبل العام 1958.
من المعروف إن الاستيفياء تنمو طبيعياً وليست في حاجة لبراءة اختراع لإنتاجها، وقبل قرار حظر استيرادها في عام 1991 بموجه من الاستهجان وسط تجار ومستهلكي الاستيفياء على حد سواء وتولد فيهم اعتقاد مشترك بأن وراء هذا القرار ضغوط من بعض الدوائر الصناعية على إدارة الأغذية والعقاقير. وعلى سبيل المثال وصف عضو الكونغرس عن ولاية أيرزونا جون كيل قرار إدارة الأغذية والعقاقير بأنه تقييد قصد به تحقيق مصالح منتجي مواد التحلية الصناعية. وقد عملت إدارة الأغذية والعقاقير على محو اسماء الذين تقدمو بالشكوى من النسخة الأصلية حماية لهم خاصة بعد الطلبات التي تقدم بها البعض تحت قانون حرية المعلومات.
استمر قرار الحظر حتى أجبرت إدارة الأغذية والعقاقير تحت قانون المكملات الغذائية على مراجعة موقفها في عام 1995 والسماح باستخدام الاستيفياء كاحد المكملات الغذائية فقط وليس كمضافات للأغذية. وقد وصف المدافعون عن الاستيفياء هذا الموقف الأخير بالمتناقض حيث يصنف الاستيفياء بالآمنة صحياً وغير الآمنة في آن واحد بناء على الصفة التي تباع بها.
وبالرغم أن الأسئلة حول ما إذا كانت الاستيفياء تؤدي إلى إحداث طفرات جينية في الحيوان ناهيك عن الإنسان، ما زالت عالقة وبلا إجابة حاسمة إلا أن الدراسات المبكرة دفعت بالمفوضية الأوربية في 1999 إلى حظر استخدام الاستيفياء لأغراض غذائية في دول الاتحاد الأوربي في انتظار إجراء مزيد من الدراسة. ولم يقتصر الأمر على دول الاتحاد الأوربي بل نجد كل من سنغافورة وهونغ كونغ قد حزتا نفس المسار وحظرتا استخدام الاستيفياء.
وبصدور تقرير منظمة الصحة العالمية في العام 2006، حول تقييم مدى سلامة استخدام الاستيفياء والذي أشار إلى أن سياسات الحظر ربما لم تكن موفقة الأمر الذي فيما يبدو خفف من ضغط المخاوف والشكوك حول استخدام الاستيفياء.
فمنذ 2008 سمح باستعمال الاستيفيوسيد في الاتحاد الروسي كمضافات غذائية وإن كان ذلك في الحد الأدنى من الجرعات. وفي ديسمبر 2008 أعطت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية DFA الضوء الأخضر لاستعمال التروفيا Truvia وتصنيفه بانه غير مهدد للسلامة الصحية (GRAS)، والجدير بالذكر أن التروفيا هو مصدر التحلية المعتمد لدى كل من كارقيل Cargill وشركة الكوكا كولا، ولم تكن شركتا البيبسي كولا والهول ايرث Whole Earth لإنتاج مواد التحليه بأقل خطأ فقد جاز منتوجاتهما من الـ Pure VIA على المصادقة بواسطة إدارة الأغذية والعقاقير أيضاً علماً بأن كلا المنتجين هما من صنف الريبوديوسيد (أ) وهو كما هو معروف أحد مشتقات الاستيفياء.
VI. اسماء الاستيفياء في أقطار أخرى:
يطلق اسم الاستيفياء (Stevia) على العناصر الحلوه أو على النبته بكاملها على حد سواء في كل البلاد الناطقة بالإنجليزية وبالمثل في كل من البرازيل، وفرنسا، وألمانيا، واليونان وإيطاليا والبرتقال وإسرائيل وبولندا والنرويج والسويد، رغم أن هناك أسماء أخرى يجري استخدامها في بعض تلك الدول. وهناك نطق مشابه كما هو الحال في اليابان (Sutebia) وتايلاند (Satiwia). وفي بعض الدول كالهند مثلاً ينطبق الاسم حرفياً على معنى الورقة الحلوه Sweet leaf.

Go to top