JSN Blank - шаблон joomla Продвижение

 

وزارة الزراعة والغابات

الهيئة القومية للغابات
مؤتمر الغابات العام الخامس عشر تحت شعار الغابات الزام ام التزام
القنا في السودان الامكانيات المتاحة وافاق المستقبل
اعداد
سيدة محمد الحسن ندى ابراهيم
خديجة محمد الحسن نجلاء ميرغني
سامية بخيت مندو

القنا في السودان: الامكانيات المتاحة وافاق المستقبل

خلفية

ينتشر القنا وينمو طبيعيا في المناطق المدارية وشبه المدارية في بيئات مناخية وتربة مختلفة

يمتد في السودان في شكل حزام طبيعي من الحدود الشرقية مع أثيوبيا وحتي حدودها الغربية مع جمهورية افريقيا الوسطي في مناطق تتراوح معدلات الامطار فيها ما بين 300-800 ملم وقد رصد في منطقة بحر الغزال واكوتوريا ومنطقة النيل الازرق وينتشر متفرقا في المناطق المرتفعة حيث نجده جنوب شرق جبل قرى وغرب وشمال الدمازين وجبال النوبة وجبل الداير وجنوب النهود وغرب نيالا وفي دارفور نجده في حفرة النحاس والمناطق الحدودية بين السودان وتشاد ومناطق الغابات النيلية ( انظر الخرطة المرفقة). وهو يصنف ضمن عائلة الحشائش (Bambusoidae) .

يوجد بالسودان نوع واحد وهو Oxytenanthera abyssinica ويعتبر جبل قري بالنيل الأزرق هو موطنه الأصلي ( خان 1966 – أندوس 1950 ) . تم استجلاب Bamboza vulgaris وبعض الأنواع الاخري للسودان وزرعت في شكل تجارب بجنوب النيل الأزرق وجنوب السودان وبعض الغابات النيلية .

يتكاثر القنا عن طريق البذور أو خضرياً وهو يزهر ويعطي بذور مرة واحدة في العمر وبذوره مستساغة للقوارض مما يجعل الحصول عليها لإغراض الاستزراع امرًا صعباً ويحتاج لترتيبات مبكرة وحرص شديد .

دور القنا في التنمية الريفية وتقليل حدة الفقر

يعتبر القنا مصدر اساسيا للاخشاب التي تستخدم لعدة اغراض وهو كذلك مصدر لمنتجات غير خشبية بالاضافة لدوره الاساسي في الحفاظ علي البيئة. ويعتبر القنا من المنتجات الهامة حيث يلعب دوراً اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً هاماً وهو ذو علاقة مباشرة في مناطق إنتاجه بحياة المواطنين ويشكل مصدر من مصادر الدخل للأسر والإفراد .

اظهرت دراسات الشبكة العالمية للقنا ان حوالي 1.5 بليون شخص يعتمدون علي القنا والرتان. ويعتبر البامبو بديلا مناسبا للخشب في اعمال البناء خاصة في المناطق التي تتأثر بالهزات الارضية ويعتبر ايضا نباتا ممتازا في مجال الزراعة الغابية وقد اسهمت هذه الميزة دورا متعاظما في مجال تقليل حدة الفقر وتحسين الاحوال المعيشية لمواطني الريف.

في مايو 1992م قامت بعض المؤسسات السودانية بالتعاون مع نظيرتها من كينيا باجراء تقييم اولي لموارد القنا في منظومتها البيئية حيث وجد فريق الدراسة ان هناك احزمة من انواع القنا المحلية بالمناطق شبه الجافة بين خطي عرض 12-13 تشكل مصدرا هاما يعتمد عليه السكان المحليين بتلك المناطق في النشاطات القائمة ذات الصلة بمورد الغابات.واوضحت الدراسات في المناطق التي زارها الفريق في غرب السودان ان حصاد القنا ارتبط بانتاج المحاصيل وان ذلك قد زاد خلال الفترة الاخيرة وان حصاد القنا علي وجه الخصوص شكل نسبة مقدرة من دخل المجتمعات المحلية في قري جبل الدائر جنوب الابيض. في ذات السياق فقد وجد فريق عمل مشروع تعمير السودان ومكافحة التصحر SRAAD ان المجتمعات المحلية في قري جبل الدائر يدركوا تماما فوائد منتجات الغابات ( ديانا وكيجمو،1992م) واشاروا الي ان الدخل من منتجات الغابات يشكل 30% او اكثر من الدخل السنوي بتلك المجتمعات. وان الاسواق الرئيسية للقنا تتواجد في مناطق الدمازين ، سنار، ودمدني, الخرطوم والابيض. وتستخدم انواع القنا المحلية في بناء المنازل والمظلات وعمليات التسوير والاثاثات وصناعة الاقلام بالاضافة الي اشياء اخري. نجد ان بعض سكان القري ينخرطون في صناعة مشغولات خاصة بالمجموعات الرعوية التي تمر بتلك المناطق سنويا.

وقد اتضح من هذه الدراسات ان المستوي المعيشي لعدد كبير من سكان القري والمدن يتأثر بطريقة مباشرة او غير مباشرة بمورد القنا حيث ان كل من الشريحتين في نطاق حزام القنا او خارجه وايضا السكان المحليين ينخرطون في اعمال الغابات كحاصدين او موردين او مصنعين لهذه المنتجات او تجار او مستهلكين.

ظل حزام القنا الطبيعي بالنيل الأزرق مصدراً للإنتاج لفترة طويلة مما اثر عليه سلباً لذا أصبح أمر حماية وإدارة واستزراع القنا بهذه المناطق وغيرها واستجلاب عينات جديدة منه لإغراض صيانة التربة وحمايتهاولتغطية الاحتياجات المحلية وحاجة الصناعات المختلفة أمرًا لابد منه .

الاستخدامات

معظم الاستخدامات المرصودة للقنا بالسودان هي استخدامات تقليدية يتركز معظمها في البناء قد تكون هناك بعض الاستخدامات الاخري للصناعات اليدوية وغيرها ولكنها ليست بالحجم الذي يمكن إن يطلق عليه استخدام استثماري أو ذو عائد اقتصادي .

نسبة للإمكانيات المتاحة طبيعياً بالبلاد لاستزراعه و في حزام ممتد من أقصي الشرق إلي أقصي الغرب رأت الهيئة القومية للغابات ضرورة الاهتمام به واعادة تعميره واستجلاب عينات أخري من خارج البلاد لإغراض التصنيع المختلفة والاستفادة من تجربة الصين الرائدة في هذا المجال وقد تضمن البروتوكول الزراعي بين حكومة السودان والحكومة الصينة والذي تم توقيعه في العام السابق ومن المفترض ان يدخل حيز التنفيذ هذا العام في احد بنوده استزراع القنا واستجلاب عينات جديدة والاستفادة من تجربة الصين في التصنيع.

خصائص ومميزات القنا

يمتاز القنا بالنمو السريع وهو يعطي إنتاج خلال أشهر من زراعته وهو متجدد وتتميز أليافه بالطول وهي مناسبة لصناعة اجود انواع الورق.

يمتاز القنا بسرعة النمو في تربة منخفضة او متوسطة الخصوبة ولخواصة الاحيائية يمكن ان يلعب القنا دورا اساسيا في اعادة الغطاء النباتي وتثبيت التربة من الانجراف حيث تنمو الرايزومات والجذور و تنتشر بكل الاتجاهات مما يساعد في تثبيت التربة و منع الانجراف بواسطة الرياح والامطار وتعمل الاوراق والاغصان الساقطة علي زيادة خصوبتها.

وللقنا مقدرة على تقليل التلوث بامتصاص الملوثات (زيادة نسبة ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي) وزيادة نسبة الاكسجين .

لم يجد القنا حظه من الابحاث والدراسات حيث ان هنالك قلة من المهتمين والدارسين الذين بحثوا في مجال فلاحته وتكاثره منهم المرحوم الاستاذ حمزة محمد الامين في كتابه اشجار وشجيرات في السودان ووحيد خان 1966 كما تطرق بروفسور الحوري والدكتورة زينب هاشم لفلاحته وادارته واصدروا عدة اوراق عمل وكتابات متفرقة.

وحديثاً اتجهه بعض الباحثين الي عمل ابحاث ودراسات عليه منهم دكتور يحي حامد والامين درار اللذين تناولا طرق تكاثره كمقارنة بين البذرة والتكاثر الخضري بالعقل الكاملة وايمان الرشيد والاستاذ جمال الذي تناول حصر القنا وانواعه في جنوب كردفان وبحث في كيفية ادارتة وتنميتة . من هنا يتضح ان معظم الدراسات والبحوث التي اجريت على القنا بالسودان كانت في مجال فلاحته

مقارنة الطرق القلوية لتصنيع لب الورق لنوعين من فصائل القنا بالسودان

يوجد نوعين من القنا بالسودان هما ( اوكسدنثرا ابيسنكا و بامبوسا فلقارس) . اجريت دراسة للنوعين لمعرفة ملائمتها لصناعة لب الورق بالطرق القلوية المختلفة ووضعت صفاتها الفيزيائية والمظهرية والكيميائية قيد الدراسة. محاولات صناعة اللب اجريت باستخدام طرق -AQ,soda-AQ, alkaline sulphate-AQ(AS/AQ) and ASM كمعيار حيث اعطت صناعة اللب بطريقة ASM افضل النتائج من حيث العائد ودرجة اللجننة والخواص الميكانيكية والضوئية اما صناعة اللب في النوع اوكسدنثرا ابيسنكا اعطت نتائج جيدة باستخدام التقنية التعاقبية الخالية من الكلور (OQ1 O/PQ2 P) حيث نتج لب ذا 82% بياض مناسبا لنوعية ورق الكتابة والطباعة. وقد اوضح المظهر والتركيب الكيميائي للالياف في النوعين من القنا مدي ملائمتهما لصناعة اللب . وقد وجد ان النوع اوكسدنثرا شبيه بالخشب الصلب لعجينة لب كرافت بينما النوع الاخر بامبوسا ذو خصائص تميل للخشب اللين حيث اوصت الدراسة بامكانية استخدام النوعين كبديل لخشب المخوطيات في صناعة الورق وخاصة في نوعيات ورق التغليف المختلفة.

تجربة الصين في مجال استزراع وصناعة القنا

تعرف الصين بمملكة القنا فهي من اغني دول العالم بموارده ، بها حوالي 500 نوع و تبلغ جملة مساحته 5.4 مليون هكتار هذه المساحة تمثل 1/7 من مساحته الكلية في العالم وحسب ما اوردته دراسات حصر الموارد بالصين عام 2005 فهي تزيد سنويا بما يعادل 50000 هكتار كما زادت المساحة الكلية بما يعادل مرة ونصف ما كانت عليه في عام 1950 بسبب التطور الفلاحي والادارة الرشيدة لهذا المورد و بلغ المخزون حوالي 2000 وحدة في الهكتار مقارنة ب 1350 وحدة في عام 1970.

استخدم الصينيون القنا استخدام يثير الدهشة فالريزومات منه تؤكل وتشكل مصدراً لغذاء ثر وغني بالفيتمينات فالمائدة الصينية لا تخلو منه. ينتج من القنا عينات من الفحم وبالتالي يشكل مصدر من مصادر الطاقة . تصنع منه مواد البناء والاثاثات والالواح الخشبية المنشورة و يدخل في صناعة الورق والادوية ومتحضرات التجميل والملبوسات، كما يستخدم في انتاج كثير من المصنوعات اليدوية والديكور. وتنتج الصين اكثر من 2000 منتج منه . ولمنتجاته اسواق متخصصة ويساهم القنا في الصين مساهمة كبيرة في حماية البيئة ويمثل مصدراً للدخل للمجتمعات الريفية وحسب الاحصائيات الاقتصادية والمساهمة في الدخل لعام 2007م فقد وصل العائد الكلي لمصنوعات القنا في الصين لحوالي 8 بليون دولار .

امكانيات التعاون بين السودان والصين في مجال القنا

الفرصة سانحة والامكانيات متاحة حاليا للتعاون بين السودان والصين حيث يمكن تلخيص ذلك في الاتي :

1. يمكن ان يتم التعاون الفني والمالي في هذا المجال من خلال البرتوكول الزراعي الموقع في عام 2008م بين حكومة السودان والحكومة الصينية .

2. البرامج البيئية المصاحبة لبرامج التنقيب عن البترول وصناعته وذلك بالاستفادة من المياه الناتجة عن هذه الصناعة خاصة وان معظم الشركات العاملة في هذا المجال شركات صينية وقد بدأ تنفيذ بعض الانشطة الخاصة بالغابات في بعض المواقع.

3. الاستفادة من المعاهد التدريبية الصينية المتخصصة في مجال اكثار القنا وصناعته والتي ساهمت في تدريب بعض العاملين بالغابات والاستفادة منها في المجال الفني.

مقترحات وتوصيات

1. تخيصيص دراسة لحصر موارد القنا بالسودان وتحديد المساحات الموجودة وحجزها كغابات محجوزة (حكومية او شعبية).

2. التوسع في عمليات جمع بذور القنا والاهتمام باعادة استزاعه واستجلاب عينات اخرى مع الاستفادة القصوى من البحوث والدراسات التي تمت في مجال فلاحته واكثاره.

3. تركيز البحوث و الدراسات في مجال الادارة السليمة والاستغلال الامثل للقنا والاهتمام باستغلاله لصناعة الورق والاثاثات ومواد البناء وغيرها .

4. تقديم مقترحات مشروعات للشركات العاملة في مجال البترول للاستفادة من المياه الناتجة عن صناعة البترول في استزراع القنا بمناطق الانتاج واسغلاله كمصدر دخل وعائد اضافي للاسر والمجتمعات المحلية المحيطة.

5. رفع الوعي بين المواطنين في مناطق تواجد القنا باهميته الاقتصادية والبئية وكيفية الاستفادة منه.

6. خلق علاقات لتبادل الخبرات الفنية بين الهيئة القومية للغابات والجهات الاخرى ذات الصلة بالسودان وبين المعهد الصيني المختص بابحاث القنا وصناعته للاستفادة من موارده وامكانياته الفنية المتاحة .

المراجع:

1. Andrews, F.W. (1950). The Flower-ing Plants of the Anglo-Egyptian Sudan (Vol.3). T.Buncle and Co. Ltd, Arbroath, Scotland.

2. KHRISTOVA, P. ; KORDASCHIA O. ; PATT, R. and KARAR, I. 2006. Comparative alkaline pulping of two bamboo species from Sudan, Cellulose chemistry and technology , 40:. 325-334

3. Waheed Khan, M.A. (1966). Vegetative propagation by culm cutting in Bambusa vulgaris and Oxytenanthera abyssinica . Forestry Research and Education .Project. Pamphlet No. 37. Khartoum, Sudan.
4. Yahia Hamid Ali Elbasheer and El Amin Yousif Raddad(). Vegetative propagation and Growth performance of (Oxytenenathera abyssinica ) by culms cuttings. Khartoum, Sudan
5. Zeinab Hashim Abu elgasim(1997). Propagation of Some Bamboo Species by Seeds and Culms Cutting. Social Forestry and Environment (Vol.3) Forestry Research Centre Forest Botany, P.O. Box 7089. Khartoum, Sudan.

 

Go to top